تعتبر رياضة الجمباز من أهم الرياضات المفيدة للإنسان من عدة جوانب نستعرضها فيما يلي:
- العوامل البدنية:
الاشتراك في الجمباز يزيد من القوة، القدرة، المرونة، والرشاقة وتحمل القوة العضلية ويمكن أيضا أن تتحسن كفاءة الجهاز الدوري والتنفسي ولكن ليس بالكفاءة التي في بعض الأنشطة الأخرى مثل السباحة وكرة القدم وكرة السلة، التي تتطلب مجهودا لمدة طويلة من الزمن وبمقاومة صغيرة.
-1 القوة العضلية:
يمتلك لاعبوا رياضة الجمباز قدرا مدهشا من القوة بالنسبة لوزن أجسامهم وهذا بسبب أن أداء المهارات يعتمد على أيديهم وهذا يتطلب نتيجة لذلك من العضلات التغلب على المقاومة العظيمة التي يواجهها أكثر من قذف كرة واستخدام مضرب، حيث أن جسم اللاعب من الواضح أنه أثقل مقاومة لطبيعة الآداء المهاري في الجمباز على أي من الأداءات في الرياضات الأخرى.
وبسبب القوة المتفجرة التي تستدعيها رياضة الجمباز (المهارات التي تؤدى على أجهزة حصان القفز ، العقلة، الحلق، وحصان الحلق) وتطور القوة ستعطي إنجازا في تحقيق القدرة، ولذلك لاعب الجمباز يحرز قدرة أكبر بكل المقاييس.
-2- المرونة
يتم تطوير المرونة في رياضة الجمباز, ففي الجمباز الأرضي يقوم اللاعب بتحديات عند تنفيذ مهارات عديدة تتطلب مرونة كبيرة للغاية, و عند أداء المهارات على الأجهزة المختلفة مثل أداء المرجحات العظمى على جهاز الحلق و جهاز العقلة, و جهاز العارضتين ألمختلفتي الارتفاع, و المرجحات الجانبية على جهاز حصان الحلق و غيرها من المهارات, فإنها تتطلب المرونة كما تتطلب أيضا القوة و القدرة و التوازن الحركي و الرشاقة.
-3 الرشاقة:
و هي القدرة على أداء حركات سريعة مع تغيير الاتجاه و هي صفة تنمو عن طريق رياضة الجمباز, و على أي شخص اكتشاف ذلك عند مشاهدته للاعب الجمباز و هو يؤدي معظم المهارات, فعند تنفيذ مهارة شقلبة خافية مرتين و المتبوعة بأداء دورتين خلفا فهو يقوم باستعراض على درجة عالية من الرشاقة, و كذلك لاعب الجمباز على العقلة يقوم بأداء الدوائر العظمى يستعرض فيها الرشاقة.
-4 التوازن:
و عند تنفيذ الميزان و الوقوف على الذراعين و الارتكاز الأفقي فهنا استعراض لصفة التوازن الثابت في مستوى مرتفع, و عند تنفيذ الارتقاءات, و تنفيذ المهارات على الترامبولين و العقلة و المتوازيين و الحلق و حصان الحلق, و القفز على جهاز القفز, فهو يقوم باستعراض مهاري فيه التوازن الحركي, و بأدائه لهذه الحركات فهو يقوم بتطوير كل من أدائه للتوازن الحركي و الثابت.
و عند تنفيذه لهذه المهارات على أجهزة الجمباز المختلفة, وتكرارها بصفة مستمرة يتم تطوير التحمل الدوري التنفسي , و هذا الجزء من اللياقة البدنية يتطور بطريقة أكثر تأثيرا عند قيام و تنفيذ النظام التدريبي الخاص لها, و من أمثلة هذا النظام أداء الجملة الأرضية أكثر من مرة, و أعظم الانجازات في الجمباز للأهداف البيولوجية للياقة البدنية لا يمكن أن نناقشها, و ذلك لأن الجمباز يتصف بالضغوط على العضلات و الأربطة و الأوتار و الأعصاب و على الجهاز الدوري و التنفسي, فهو قانون أساسي للطبيعة, و الفرد يتكيف مع الضغوط التي يتعرض لها, فالجمل يكيف مع المناخ الجاف للصحراء و الحوت له رئتان مثل كل الثدييات, و باستطاعته أن يكتم نفسه بفترات طويلة, و كذلك الإنسان فهو يستطيع أن يتكيف مع حرارة الجو عند خط الاستواء, وبرودة الجو في ألاسكا و الرطوبة في الأدغال, و جفاف الصحراء و قلة الهواء في مكسيكو, و للغذاء المختلف و الضغوط المفروضة عليه في المنافسات.
و لهذا يجب على الأفراد ممارسة النشاط البدني, و تعتبر رياضة الجمباز أحسن شكل من أشكال النشاط البدني لتطوير اللياقة البدنية.
2 العوامل الاجتماعية:
عند القيام بتدريب و تعليم الجمباز بطريقة سليمة فربما نضيف بعض الانجازات الى الأهداف الاجتماعية, و ذلك لأن الجمباز يعطي الفرصة للممارسين لاستغلال وقت فراغهم بطريقة بناءة لهم و لمجتمعهم, فقد وضح المؤرخ الانجليزي " نفوبينى" أنه من واحد و عشرين حضارة عظيمة يوجد تسعة عشر منها انهارت من خلال الانحلال البطيء للمثل و المبادئ أكثر من انهيارها عن طريق الغزو الخارجي.
فلاعبوا الجمباز ضمن الفريق أثناء البطولات المختلفة يجب عليهم العمل معا و يتعاون كل منهم مع الأخر في البناء و إعادة الأجهزة كل واحد في موقعه و في الاستعداد لتقديم العروض الخاصة برياضة الجمباز العام.
فمدرب الجمباز يقوم بتكليف بعض اللاعبين بالمساعدة و إعادة الأجهزة, و هذا الإجراء ينمي روح التعاون و التآزر بين أفراد الفريق الواحد.
و يتعلم الطلبة المحافظة على الأجهزة و الامتناع عن سحب المرتبة أو القفز بالأحذية على حصان القفز, أو الاشتراك في إصلاح و صيانة الأجهزة, فهنا يتعلم لاعب الجمباز كيفية تعليم الزميل حركة يواجه فيها صعوبة, و عن طريق القيادة السليمة يتعلم لاعبوا الجمباز التسامح مع أصحاب التعلم البطيء, حيث يتعلمون الحب و الصداقة بين زملائهم الممارسين لرياضة الجمباز و كذلك تقدير إمكانيات الآخرين لأنهم يعلمون كيف تكون المهارات صعبة وكيفية السيطرة عليها من طرف اللاعبين الآخرين.
و يعطي الاستعراض في الجمباز العام الفرصة لتنمية القيادة لهؤلاء الذين يساهمون فيها و ذلك لكثرة القادة, و كذلك لكثرة الأعمال التي يجب تنفيذها, و بطريقة فطرية, فالفرص متاحة للمساهمة في الانتاج.
-3 العوامل النفسية:
تساهم رياضة الجمباز في كثير من الأهداف النفسية, فالطفل لا يولد بهذه الصفات كالشجاعة أو التصميم و المثابرة و احترام النفس, و كل هذه الصفات يتم اكتسابها و تعلمها من خلال التجربة في الحياة و المربي النفسي يمكنه استخدام مظاهر الجمباز لتنمية هذه الصفات لدى التلاميذ.
-1 الاعتماد على النفس:
عندما يلاحظ لاعب الجمباز أن زميله يتعلم حركة ما بصعوبة, ففي الحال يستدعي هذه الصعوبة عند تعلمها أو يستدعي صعوبة أخرى, و يتأكد أنه ليس كل الناس يتعلمون بنفس السهولة و سيجد بعض الدارسين أنه من الأهمية أن يتدربوا على مهارة معينة لمدة أطول عن معظم الطلبة و لكنهم سيتعلمون مهارات أخرى في مدة أسرع.
و يتعلم لاعب الجمباز كيف يكون له رد فعل مناسب و بسرعة و بدقة عندما يطير و يلف و يدور في الهواء و ذلك راجع إلى أن الرياضة الفردية جدا هي الجمباز و لا وأحد يعرف قدراته و جهده أكثر من نفسه .
2- الشجاعة البدنية:
ينمي لاعب الجمباز بدون أي حمق حيث عليه أن يتعلم المهارات بصعوبتها المتدرجة و أن يستخدم إجراءات الأمان السليمة و ينبغي عليه أن يتعلم مبكرا أن ممارسة الإجراءات الخاصة بالأمان لا تساعده فقط ليستمر في الاستمتاع بالنشاط ليتجنب حدوث الإصابة و لكن أيضا ليتعلم المهارات بسرعة أكثر.
و الشجاعة مطلوبة لأداء مهارة الشقلبة الخلفية و لكن قبل محاولة التنفيذ عليه أن يسيطر على المهارات الأساسية كدحرجات و الوقوف على اليدين و كل الارتقاءات و تنوعها و الشقلبة مع نصف دورة و أثناء محاولة اللاعب أداء الشقلبة الخلفية فلابد من وجود ساندين يمسكان حزام الأمان أو أي أسلوب آخر لضمان سلامة اللاعب عند بداية أداء المهارة و بعد أن يسيطر على هذه الخطوة ثم التدريب عليها مع زميل يمسك بحبل حزام الأمان مع أداء الخطوة الثانية و يتم التدريب بدون حزام الأمان مع ساندين ثم ساند واحد و لابد على لاعب الجمباز أن يتحكم في الخطوات الأربع قبل أداء هذه المهارة بمفرده وأثناء تعلمه لهذه المهارة فهو ينمي من شجاعته و بهذا الأسلوب لن يعاني من أي إصابة قد تؤجل من تقدمه أو تهز من ثقته.
-3 التصميم و المثابرة:
ينمي الجمباز التصميم و المثابرة لأن المهارات لا يتم السيطرة عليها بعدد من المحاولات القليلة بل تتطلب عاما كاملا من التدريب أو أكثر من الممارسة المنتظمة اليومية و كل لاعب جمباز يطمح إذا استمر في بذل الجهود المتكررة تصل إلى النجاح الذي يقتنع به فهو يتعلم أن يحترم الجهد و كلك المثابرة.
-4 احترام الذات:
عند تعلم لاعب الجمباز لمهارة معينة أو مجموعة مهارات فهو يكتسب هذه الصفة, فالقناعة و الإحساس بقهر الفضاء و الزمن و الجاذبية بعد قيامه بتنفيذ مهارة الشقلبة الأمامية على حصان القفز لأول مرة فهو شيء لا يقارن و هذا الإحساس يشعر به اللاعب تقريبا كل مرة يمارس فيها مهارة جديدة هو إحساس بالقدرة و القوة و التحكم الذاتي و عندما يؤدي المهارة أو جملة بطريقة جيدة أمام عدد كبير من اللاعبين و المشاهدين في بطولة ما فهو يشعر بالرضا تماما مثل المؤلف الذي يرى مقاله لأول مرة.
فلاعب الجمباز يقدر إمكاناته الذاتية و مجهوداته لأداء عدة مهارات, هذا ما يجعله يمتلك القدرة على الإحساس بإعطاء المزيد و تعلم مهارات جديدة و تحقيق بعض الطموحات التي كان يأمل بالوصول إليها في مشواره الرياضي
مع تحياتي روح ريوك